
عن العشق و الهوي
*******
كم قلنا و قالوا عن العشق
و كم قلنا كثيرآ و قالوا اكثر عن الهوي
من منا لا يبحث عنه علي مر الايام و الطرقات الخوالي
منا من يجده في اول الطريق... و منا من يجده في منتصفه
و منا من يمضي به قطار العمر و ينسي المرور بهذه المحطة المقدسة
عندما نجده
كل منا يتعامل معه علي طريقته التي تحلو له
منا من يزيده سعادة... و منا من يغرقه في بحور القسوة و الندم
منا من يجعله يقطر حنانآ... و منا من يجعله يقطر تعاسة و الم
و علي غرار ذلك
فان البشر في عيناي ينقسمون الي ثمانية انواع في علاقتهم بالحب
:النوع الاول
هناك من يحبك بجنون, يسعي جاهدآ لأصابتك بهذا الجنون و لا يستوعب رفضك لمشاعره بهذه السهولة
يحاصرك بسيل من المشاعر اللا مرغوبة و يمارس عليك الغيرة غير المباحة
يكتفي بحبه لك, و يحملك جميل هذا الحب
في مخيلته... يجب لزامآ عليك ان تحبه و الا نعتك بصفات مرفوضة انسانيآ و اخلاقيآ
:النوع الثاني
هو من تحبه انت بجنون... فيكون مصيبتك العظمي حين يدرك حجم هذا الجنون
يتفنن في ايذائك و تعذيب مشاعرك و كانه ينتقم منك لانك احببته
يتمادي في جرحه لك ليذيقك مرارة حبك و عذاب افتقاده
يتمادي في الهجر و الصد
:النوع الثالث
هو من يحبك بصدق, فيعاملك معاملة الود و الاحترام
يحبك بصمت و يحترمك بصمت
يتمناك بينه و بين نفسه و يمنعه اعتزازه بنفسه من الاقتراب منك اذا كنت مشغولآ بغيره
يكتفي بالحب من اجل الحب فقط
يحبك كالفرسان النبلاء, و يحتفظ بك صورة جميلة في ذاكرته
:النوع الرابع
هو من تحبه انت و تبادله شعوره فيضمك الي ممتلكاته باسم الحب
يحاصرك بغيرته... فيسجنك بدائرة الممنوعات
يحصي عليك انفاسك حتي يكبتها بداخلك, يحاسبك علي احلامك حتي تنسي شكلها
يضعك داخل زنزانة من الاحكام العرفية التي يفرضها باسم الحب
يسلبك حتي ابسط حقوقك, و هي التعبير عن شعورك تجاه الاخرين
فتعيش في صراع دائم بينه و بين نفسك السجينة تحت مظلة حبه
:النوع الخامس
هو من يغادر حياتك فيترك ورائه فراغآ باتساع السموات و الارض
تحاول جاهدآ ملئ هذا الفراغ رغبة منك في البقاء
ساعيآ الي اصلاح ما خلفه من خراب و دمار بين زوايا نفسك
فتتعرف علي من يستحق و من لا يستحق
تتخبط بين اركان البشر في حالة من فقدان الوزن و المعني و القيمة
فتكتسب القليل من خبرات الحياة... لكنك تقع في بحور من المشاكل العالية الامواج
:النوع السادس
هو من يجعلك تندم علي معرفته
يحب حتي خيال طيفك... و يحكي عن حبه الي اطياف السماء
قد يقنعك في احد الايام بان تبادله حبه
لكن...مواقفه تخذلك و تصرفاته تخجلك
فيرجعك عن قرارك .. بل.. يسقيك الاحساس بالم و الندم علي مجرد معرفتك له
:النوع السابع
هو من يطيل الانتظار امام بوابة احلامك
حتي ما اذا سمحت له بالدخول... عاث فسادآ في مدينتك الهادئة
شوه اجمل المعاني بقلبك... تركك باكيآ فوق اطلالها
تركك حزينآ نادمآ علي لقياه
:النوع الثامن
هو من يدخل حياتك بلا استئذان
يقدم لك الحب فوق اوراق الورد... يحملك الي عالم من الاحلام الآمنة
يحول حياتك الي ربع اخضر من ربوع الجنان
يشعرك بمسؤليته تجاهك و بانك مسؤول منه
يعلمك الصدق و الحب... الامان و الاخلاص
يحول سوادك الي بياض.... ليلك الطويل الي نهار مشرق
يحول خوفك الي طمأنينة و هدوء.... ظلمتك الي شمس ضياء ساطعة
يصبح قلبك الذي تعشق به... و عينك التي تري بها
هذا الانسان اذا ضاع من حياتنا, ستهدم خاوية علي عروشها
هذا الانسان اذا ضاع, فاننا بحق نبكيه بحرقة