Nov 29, 2009


تهيئات صادقة
***
أسكت بقي .... كفاياك كلام عن حبنا
أسكت بقي .... ضاع قد ايه من عمرنا

كسرت تلك الكلمات المنغمة صمت المرسم الساكن كما كسرت الصمت الأبدي لهاتفها المحمول,
يأن هاتفها لسماع تلك الكلمات...فتأن روحها بجرح لم يندمل رغم ما تجرعته من ترياق الزمن , و بذكري لم تذبل رغم جفاف شوق الراوية


قلت النهار هيبــــــــــــ............................صمت


صمت تطمئن له أذناها , و تسكن له روحها , ويصدقه عقلها ..... يفضله عقلها
فيهمس لها و تردد صداه ــــــــــــــــــــــ" هي ليست اكثر من مجرد تهيئات ايها الهاتف اللعين, ألم تنساه بعد؟؟؟؟
تهمس , فيعود اليها الصدي ليلبسها وشاح السكينة
يتهلل وجهها الصغير الملامح ,العميق النظرات ,المعتق بحزن ممزوج بدهشة لاذعة
يعلوه اشراق كبياض لوحة التوال امامها .... ويشعر قلبها بدفء ذلك الخط الأحمر يهتك عذرية لوحتها الجديدة ـــــ بل حياتها الجديدة

تتدفق الألوان و تتقاطع الخطوط و تتلون الفرش لتغزو لوحتها البريئة .. و مرسمها الوحيدة .. و زمانها الراكد
فتحلق روحها في فضاء الصمت من حولها طويــــــــــلآ طويـــــــــــــــــــلآ طويـــــــــــــــــــــــــــــــلآ
تحلق فرحة....مرحة....في حرية....و في روية....مستمتعة و رائعة
حتي ـــــــــــــ
ينكسر ذلك الجناح الطائر المشبع بالأمل امام تلك الكلمات الآمرة التي تعيد فرض وجودها في اصرار

أسكت بقي .... كفاياك كلام عن حبنا
أسكت بقي .... ضاع قد ايه من عمرنا

تصطدم بالحقيقة ...... فتقرر كسر حاجز أوهامها , و تتسلح بالشجاعة الباكية في عينيها ........ لترد
_ ألو
_ أزيك يا قطة
_ كويسة , ازيك انت ؟؟
_ مفيش أحسن من كدة...كسبت الرهان و اديكي رديتي
............................_
_كنت متأكد انك مش هتصدقي وهمك أكتر من كدة , مش هتقدري تقاومي المرة دي كمان ..... عارفة ليه يا قطة ؟ لأنك أضعف من انك تصدقي , من أنك تقاومي ,من انك تقولي " لأ" و ده أول طريق الخسارة
_ ألو .... ألو


تبقي محدقة في الفراغ المحدود لمرسمها الصغير
اللانهائي لقلبها الكسير
تبقي محدقة و كأنها تنتظر دموعها لتغسل روحها ......... تبقي محدقة , حتي الدموع تأبي الظهور-كالكلمات- و كأن قلبها استأثر بها لنفسه


_ هي لسة الخسارة في أول طريقها



تغلق الهاتف في حركة اوتوماتيكية
تغلق عقلها من ترجمة ما سمعت في حركة ارادية
تضعه جانبآ في نفس وضعه السابق
تمسك باليتة ألوانها بنفس الوضع السابق
تغمس فرشاتها في الزيت كنفس الوضع السابق
فتعيد تدفق الألوان .. و تقاطع الخطوط .. و تلون الفرش لتغزو لوحتها البريئة .. و مرسمها الوحيد .. و زمانها الراكد
يجبر عقلها واقعها علي العودة لنقطة التقائه بخيالها
خيال يصدقه عقلها .... يفضله عقلها
فيهمس لها , و تردد صداه ــــــــــــــــــ " هي ليست أكثر من مجرد تهيئات أيها الهاتف اللعين , ألم تنساه بعد ؟؟؟

فالخضوع لعالم من التهيئات الصادقة ........ أفضل من النضال أمام عالم من الحقائق الكاذبة